حدثنا يحيى ابن محمد مولى بني هاشمٍ، حدثنا الحسن بن داودَ المنكدري، حدثنا عُمرُ بن علي المقدمي، عن علي بن عبد الملك بن عُمير، عن أبيه قال: (بلغ أكثم بن صيفي مخرجُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يأتيه، فأبى قومهُ أن يدعُوه، فقالوا: أنت كبيرُنا ولم يكن لتخف إليه. قال فليأته من يبلغهُ عني، ويبلغني عنه، فانتدب رجلين فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالا: نحنُ رُسُلُ أكثم بن صيفي، وهو يسألُك من أنت؟ وما جئت به؟ فقال: أَمَّا من أنا، فأنا محمد بن عبد الله، وأمَّا ما أنا فأنا عبد الله ورسولهُ، ثم تلا عليهم هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (?) فقالوا: أردُدْ علينا هذا القول، فرددهُ عليهم حتى حفظوه، فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبهُ، فسألنا عن نسبه، فوجدناه زاكي النسب واسطاً في مُضرَ، وقد رمى إلينا بكلماتِ، وقد حفظناهما فلما سمعهن أكثم قال: (?) إني قد أراهُ يأمرُ بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوساً ولا تكونوا أذناباً) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015