وقد ذكر ابن الأثير وغير واحدٍ أن سبب إسلامه/ أنَّهُ بات مع أصحابه في جاهليتهم بوادٍ مخُوفٍ، فقالوا له: قُم فخذ لنا أماناً من سكان هذا الوادي، فقام يقولُ:
أُعيد نفسي [وأعيذ] صحبي ... من كُل جنى بهذا النقب
حتى أَؤُوبَ سالماً وركبي
فسمع قائلاً يقول: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} (?) فلما قدم مكة خبرهم بما سمع، فقالوا: كأنك صبأت يا أبا كلابٍ؟ فإن هذا مما زعم محمد أنهُ أُنزل عليه، فكان هذا مما وقر في صدره حتى كان إسلامهُ عام خيبر) .
وقد رجع لهُ نبأٌ عجيبٌ وسياقٌ غريبٌ كما سنذكرهُ (?) .