أذكِّرُكم اللَّهَ في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إنّ نساءَه من أهل بيته، ولكنّ أهلَ بيته من حُرِم الصدقةَ بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عَقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: أكلُّ هولاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم (?).
قال يزيد بن حبّان: وحدَّثنا زيد في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد اللَّه بن زياد فأتيْتُه، فقال: ما أحاديثُ تحدِّثها وترويها عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا نجدُها في كتاب اللَّه عزّ وجلّ؟ تُحَدِّث أن له حوضًا في الجنّة. قال: قد حدَّثَناه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ووعدناه. قال: كذبْتَ، ولكنّك شيخٌ قد خَرِفْتَ. قال: إِنّي قد سَمِعتْه أُذناي، ووعاه قلبي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من كذب عليَّ متعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النّار". وما كذبت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
وحدّثنا زيد في مجلسه: إنّ الرّجل من أهل النّار لَيَعْظُم للنار حتى يكون الضِّرسُ من أضراسه كأُحد (?).
انفرد مسلم بإخراج الحديث الأوّل من هذا الحديث، إلى قوله: أكلُّ هؤلاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم.
(1720) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن يزيد بن حَيّان عن زيد بن أرقم قال:
سحر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلٌ من اليهود. قال: فاشتكى لذلك أيّامًا. قال: فجاءَه جبريل فقال: إنّ رجلًا من اليهود سحرَك، عقد لك عُقَدًا في بئر كذا وكذا. فأرْسِلْ إليها من يجيءُ بها، فبعثَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليًّا فاستخرجَها، فجاء بها فحلَّها. قال: فقام رسولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- كأنما نُشِطَ من عِقال. قال: فما ذكر لذلك اليهوديّ، ولا رآه في وجهه قطُّ حتى مات (?).