وفي المسند: حدّثنا هشيم قال: عبيد اللَّه بن أبي بكر أخبرني عن أنس، ويونس عن الحسن قالا. وفي الجامع: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن أبي بكر بن أنس عن جدّه. . . (174).
ويتّضح هذا أكثر في أسانيد مسلم التي نقل ابن الجوزي:
فمسلم يروي 1/ 176 (189): حدّثنا سعيد بن عمرو الأشعثي. حدّثنا سفيان بن عيينة عن مطرّف وابن أبجر عن الشعبي قال: سمعت المغيرة بن شعبة. وحدّثنا ابن أبي عمر حدّثنا سفيان حدّثنا مطرّف بن طريف وعبد الملك بن سعيد سمعا الشعبيَّ يُخبرُ عن المغيرة بن شعبة. وحدّثني بشر بن الحكم -واللفظ له- حدّثنا سفيان بن عيينة حدّثنا مطرّف وان أبجر سمعا الشعبيَّ يقول. . .
هذا السند يصير عندنا هكذا: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا مطرّف بن طريف وعبد الملك بن سعيد سمعا الشعبيَّ يخبر عن المغيرة (6432).
وفي مسلم 3/ 1214 (1592): حدّثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن قرّة بن عبد الرحمن المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما أن عامر بن يحيى المعافريّ. .
يرويه ابن الجوزي: حدّثنا أبو الطاهر قال: حدّثنا ابن وهب عن قرّة بن عبد الرحمن المعافريّ أن عامر بن يحيى. . (6032).
أما أغرب المسائل فيما يتعلّق بالتصرّف في الأسانيد، فتلكم الأحاديث الكثيرة التي وردت في المسند عن أحمد وابنه عبد اللَّه، فقد يكون مقبولًا أن يذكر المؤلّف الحديث قائلًا: حدّثنا أحمد. . ويغفل عبد اللَّه، الذي يقول: وسمعتُه أنا. . أمّا أن يقول ابن الجوزيّ: حدّثنا عبد اللَّه. . ويغفل أباه، فليس معقولًا، ذلك أنّه ذكر في المقدمة أنّه إذا قال: حدّثنا عبد اللَّه، فهو من زياداته. ثم إنّه لو لم يذكر ذلك، فإن القول: حدّثنا عبد اللَّه، يتصرف معه الذهن مباشرة إلى عدم رواية أبيه له. ولأهميّة هذه المسألة نبّهت على كلّ حديث عزاه لعبد اللَّه، وهو لأبيه، وربّما نبّهت على عكسه، أي إذا ذكر الحديث عن أحمد، ويكون عبد اللَّه مشاركًا له.