اللَّه، أغِثْني فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد أبلَغْتُك".
أخرجاه (?).
(4382) الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا معاذ بن فَضالة قال: حدّثنا هشام بن أبي عبد اللَّه الدَّستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطانُ له ضُراط حتى لا يسمعَ الأذان، فإنّه انتهى الأذان أقبل، فإذا ثُوِّب بها أدبرَ، فإذا قُضي التثويب أقبل حتى يخطِرَ بين المرء ونفسه، يقول له: اذكرْ كذا، اذكرْ كذا، لما لم يكن يذكرُ، حتى يظلَّ الرجلُ إنّ يدري كم صلّى، فإذا لم يدرِ أحدكم كم صلَّى: ثلاثًا أو أربعًا، فليسجُدْ سجدتَين وهو جالس".
أخرجاه (?).
(4383) الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار قال: حدّثني أبو كثير قال: قال لنا أبو هريرة:
ما خلقَ اللَّه مؤمنًا يسمعُ بي ولا يراني إلّا أحبَّني. قلتُ وما عِلمُك بذلك؟ قال: إنّ أمّي كانت امرأةً مشركة، وإنّي كنتُ أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى عليّ، فدعَوْتُها يومًا، فأسمعَتْني في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما أكره، فأتيْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا أبكي، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّي كنتُ أدعو أمّي إلى الإسلام فكانت تأبى عليّ، وإنّي دعوْتُها اليوم فأسمعَتْني فيك ما أكره، فادعُ اللَّه أن يهديَ أمَّ أبي هريرة. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمَّ اهدِ أمَّ أبي هريرة". فخرَجْتُ أعدو لأُبَشِّرَها بِدُعاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما أتيتُ الباب فإذا هو مُجافٌ، وسمعْتُ خَضْخَضة الماء، وسمعْتُ خَشْفَ رِجل - يعني وَقْعها، فقالت: يا أبا هريرة، كما أنت، ثم فتحتِ البابَ وقد لبست دِرْعَها وعَجِلَت عن خِمارها، قالت: إنّي أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمّدًا عبده ورسوله. فرجعتُ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبكي من الفرح كما بكيتُ من الحزن، فقلتُ: يا رسول اللَّه، أبْشِرْ، فقد استجابَ اللَّهُ عزّ وجلّ دعاءَك وهدى أمَّ