أما أخبرنا، وحدّثنا، فإن نُسَخنا تختلفُ فيما بينها في إثبات هذه اللفظة أحيانًا، وتكتب مختصرة في أحيان أُخَر، بطريقة لا تكون فيها واضحة، وتختلف في مواضع عمّا هي في الأصول المنقول عنها. وكأنّ ابن الجوزيّ، أو نسّاخ الكتاب، لم يكونوا من الذين يجدون فارقًا بين حدّثنا وأخبرنا وأنبأنا. .
مسألة أخرى هنا في الكتاب، أن المؤلّف إذا روى حديثًا بسند، ثم جاء بعده بحديث بالسند نفسه، فإنّه يستغني عن إعادة السند، أو قد يستغني عن الجزء المشابه والمكرّر مع السابق.
(6355) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا بهز عن أبيه عن جدّه قال. . .
(6356) الحديث الثامن: وبه: قال. . .
فالحديث الثامن هو بإسناده من أحمد إلى معاوية بن حيدة.
وأحيانًا يقول معبّرًا عن الصورة السابقة نفسها: وبه عن أنس. . وبه عن عائشة.
والمؤلّف قد يعرض بهذه الصورة عشرات الأحاديث.
ففي مسند أنس بن مالك (480) روى حديثًا، ثم جاء بعده بواحد وعشرين حديثًا فيها: وبه.
وفي مسند معاذ بن أنس ذكر الحديث الثالث له (6235) ثم سار بالإسناد نفسه إلى الحديث الخامس والعشرين (6257) وهو يقول: وبه.
أما من مسند أبي هريرة (4432) فذكر حديثًا، وأتبعه أكثر من خمسين حديثًا، يقول: وبه.
وصورة أخرى:
حدثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيوب عن حميد عن أنس.
وبعده: وبالإسناد عن أيّوب. . فهو يستغني عن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل. .
ومثله: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو ابن معاذ الأشهلي. . وبعده: وبه عن زيد بن أسلم. . ثم يكمل الإسناد. .