إنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- استَيْقَظَ، فقال: "ما رأيتَ يا ابنَ أُمِّ عبدٍ؟ " فقال عبدُ اللَّه: رأيتُ كذا وكذا، فقال نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما خَفِىَ عليَّ مما قالوا شيءٌ"، قال نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هم نَفَرٌ من الملائكةِ، أو قال: "هم من الملائكة" (?).
الهَنين: كناية عن الشيء، فكأنه قال: جاء قوم منهم.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا داود عن الشَّعبي عن علقمة قال:
قلت لابن مسعود: هل صَحِبَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ الجنِّ منكم أحدٌ؟ فقال: ما صَحِبَه منّا أحد، ولكنّا فقدْناه ذات ليلةٍ بمكة، فقلنا: اغْتِيل؟ استُطِير؟ ما فعل؟ قال: فبِتنا بشَرّ ليلة بات بها قوم، فلما كان في وجه الصُّبح - أو قال: في السَّحَر، إذا نحن به يجيءُ من قِبَل حِراء، فقُلْنا: يا رسول اللَّه، فذكروا الذي كانوا فيه. فقال: "إنّه أتاني داعي الجنِّ، فأتيتُهم فقرأت عليهم" قال: فانطلقَ بنا فأرانا آثارَهم وآثارَ نيرانهم. قال: وقال الشَّعبي: سألوه الزاد، وكانوا من جنّ الجزيرة، فقال: "كلّ عَظم ذُكِر اسم اللَّه عليه يقع في أيديكم، أوفرَ ما كان عليه لحمًا، وكلُّ بعرة أو رَوْثة عَلَفًا لدوابُكم، فلا تستنجوا بهما، فإنَّهما زادُ إخوانكم من الجنّ".
انفرد بإخراجه مسلم (?).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدّثني أبو عُميس عُتبة بن عبد اللَّه بن عُتْبة عن أبي فَزارة عن أبي زيد مَولى عمرو بن حُرَيث المخزومي عن ابن مسعود قال: