وأما الجُبّة الضيِّقة الكُمّين؛ ففي «الصحيحين» عن المغيرة بن شُعبة قال: كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر. فقال: «أمَعَك ماءٌ؟» قلت: نعم. فنزل عن راحلته فمشى حتّى توارى عني في سواد الليل. ثم جاء، فأفرغتُ عليه الإداوة، فغسَل وجهَه ويديه وعليه جُبّة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها -وفي رواية: جبّة شاميّة، فذهب يخرج يديه من كميّه فكانا ضيّقين- فأخرج يديه من أسفل الجبّة، فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه، ثم أهْويتُ لأنزع خفيّه. فقال: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما.
وأما الفَرُّوج؛ ففي «الصحيحين» عن عُقْبة بن عامر أنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرُّوج حرير، فلبسه ثم صلى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له، ثم قال: «لا ينبغي هذا للمتَّقين». وإنما نزعه لكونه حريرًا.
قال البخاري: الفَرُّوج هو القَبَاء، ويقال: هو الذي له شقّ من خلفه.
وأما السراويل وغيره؛ ففي «الصحيحين» عن ابن عمر قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يلبس المُحْرم من الثياب؟ فقال: «لا يلبس القميص،