وأبوء بذنبي.

وذكَر النعمة والذنبَ لأن العبد دائمًا بين نعمةٍ من ربه، وذنب من نفسه، كما في الحكاية المعروفة عن الرجل الذي كان في زمن الحسن البصري لمَّا ذُكِر للحسن أمرُه، فسأله الحسن: فقال له: إني أجدُني بين نعمةٍ وذنب، فأريد أن أُحْدِثَ للنعمة شكرًا، وللذنب استغفارًا، فقال الحسن: أنت عندي أفقهُ من الحسن (?).

وذلك أن الخير كلَّه من الله، كما قال: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [النحل: 53]، وقال تعالى: {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} إلى قوله: {فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً} [الحجرات: 7 - 8]، وقال: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآية [الحجرات: 17].

وقال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 6 - 7]، والذين أنعَم عليهم هم المذكورون في قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية: [النساء: 69].

فالخيرُ كلُّه، والنعمُ كلُّها -من نعم الدنيا، ونعم الدين من الإيمان والعمل الصالح- وثوابُ ذلك = كلُّه من نعم الله ومنِّه على عبده (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015