و «مَثَلُ القلب مَثَلُ ريشةٍ ملقاةٍ في أرضٍ فلاة» (?).
والنفس طبيعتُها الحركة، ولهذا قال بعضهم: «نفسك إن لم تَشْغَلها شَغَلتْك» (?)، إن لم تَشْغَلها بالحق شَغَلَتْك بالباطل.
فالإنسان لا يعدلُ عن فعلٍ إلا لاشتغاله بفعلٍ آخر، ولا يترك إرادةً يهواها إلا لإرادةٍ أخرى، إما إرادة محبوبٍ هو أحبُّ إليه من الأول، فيتركه لأجلها؛ لأن الضدَّين لا يجتمعان. وإما لمكروهٍ يتحصَّل له من ذاك، فتكون إرادتُه للسلامة من ذاك ولنجاته منه مانعًا من إرادة ذلك المكروه.
فإذا كان الله تعالى أحبَّ إلى العبد من كل شيء، وأخوفَ عنده من كل شيء، كان ذلك باعثًا له على طاعته، وزاجرًا له عن معصيته.