وقال تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [الأعراف: 81].
والمدحُ بالأمور العدميَّة لا يكونُ إلا لأنها تستلزم أمورًا وجودية، كما قد بُسِط هذا في غير موضع (?)، فما يُنفى من صفات النقص وما يُنَزَّه (?) عنه من الأفعال المذمومة، فإن ما يُمْدَحُ به من [نفي] صفات النقص يستلزم أمورًا وجودية من صفات الكمال، وما يُنَزَّه عنه من الأفعال المذمومة يستلزم وجود ما يُمْدَحُ به من الأفعال المحمودة.
فإن الإنسان كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أصدق الأسماء الحارث وهمَّام» (?)، لا يزال حارثًا همَّامًا، وهو حسَّاسٌ متحركٌ بالإرادة.
وفي الحديث: «لَلْقَلْبُ أشدُّ تقلُّبًا من القِدْر إذا استَجْمَعَتْ غليانًا» (?)،