وما مسَّه الحسابُ، قال: فمم ذاك يا أبا عبد الرحمان؟ قال: ممَّا يرى النَّاس يُصنَعُ بهم (?) .
وقال أبو موسى: الشَّمسُ فوق رؤوسِ النَّاس يومَ القيامة، فأعمالهم تُظِلُّهم أو تضحِيهم (?) .
وفي " المسند " (?) من حديث عُقبة بن عامرٍ مرفوعاً: ((كلُّ امرئٍ في ظلِّ صدقته حتّى يُفصَلَ بينَ الناسَ)) .
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ومن يسَّر على مُعسِرٍ، يسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخرة)) . هذا أيضاً يدلُّ على أنَّ الإعسار قد يحصُل في الآخرة، وقد وصف الله يومَ القيامة بأنّه يومٌ عسير وأنّه على الكافرين غيرُ يسير، فدلَّ على أنَّه يسير على غيرهم، وقال:
{وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً} (?) .
والتيسير على المعسر في الدنيا من جهة المال يكون بأحد أمرين: إمّا بإنظاره إلى الميسرة، وذلك واجبٌ، كما قال تعالى: {وَإنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (?) ، وتارةً بالوضع عنه إن كان غريماً، وإلاّ فبإعطائه ما يزولُ به إعسارُه، وكلاهما له فضل عظيم.
وفي " الصحيحين " (?)
عن أبي هُريرة عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((كان تاجرٌ يُداينُ النَّاسَ، فإذا رأى معسراً، قال لصبيانه: تجاوزوا عنه، لعلَّ الله أنْ يتجاوزَ عنّا،