وقوله: ((الأئمة من قريش)) (?) ؛ لأنَّ ولاية العبيد قد تكون من جهة إمام قرشي، ويشهد لذلك ما خَرَّجَه الحاكمُ (?) من حديث عليٍّ - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((الأئمة من قريش أبرارُها أمراءُ
أبرارها، وفجارُها أمراءُ فجارها، ولكلٍّ حقٌّ، فآتوا كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وإنْ أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً، فاسمعوا له وأطيعوا)) وإسناده جيد، ولكنَّه روي عن عليٍّ موقوفاً (?) ، وقال الدارقطني (?) : هو أشبه.
وقد قيل: إنَّ العبدَ الحبشيَّ إنَّما ذكر على وجه ضرب المثل وإنْ لم يصحَّ وقوعُه، كما قال: ((مَن بنى مسجداً ولو كَمَفْحَصِ قطاة)) (?) .
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فمن يعِشْ منكم بعدي، فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنواجذ)) .