وأدَّى زكاةَ ماله طيِّبَةً
بها نفسُه رافِدةً عليه في كُلِّ عامٍ)) ، وذكر الحديثَ، خرَّجه أبو
داود (?) .
وقد ذكرنا قريباً حديث أبي الدرداء فيمن أدى زكاة ماله طيبة بها
نفسه، قال: وكان يقول: لا يفعلُ ذلك إلا مؤمن (?) . وسبب هذا أنَّ المالَ
تحبُّه النُّفوسُ، وتبخَلُ به، فإذا سمحت بإخراجه لله - عز وجل - دلَّ ذلك على صحَّة
إيمانها بالله ووعده ووعيده، ولهذا منعت العربُ الزكاة بعدَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
وقاتلهم الصدِّيقُ - رضي الله عنه - على منعها، والصلاةُ أيضاً برهانٌ على صحة
الإسلام.
وقد خرَّج الإمامُ أحمد (?)
والترمذي (?) من حديث كعب بن عُجره، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصلاة برهان)) .
وقد ذكرنا في شرح حديث: ((أُمرتُ أنْ أقاتلَ الناس حتَّى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، ويقيمُوا الصلاة ويؤتوا الزَّكاة)) (?) أنَّ الصلاةَ هي الفارقةُ