والفقه، مما أدى إلى انفتاح قرائح العلماء في الثناء عليه كما سيأتي، إلا أنَّ هذه المنزلة الكبيرة التي بلغها هذا العالم لم تزده إلا صفاءً وخلقاً وتواضعاً فمالت إليه القلوب بالمحبة، واجتمعت عليه الفرق، وفي ذلك يقول ابن العماد: ((وكانت مجالس تذكيره للقلوب صارعة وللناس عامة مباركة نافعة، اجتمعت الفرق عليه ومالت القلوب بالمحبة إليه (?)) ) ، كيف لا وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.
وفاته
بعد رحلة طويلة وشاقة من الجهاد في خدمة هذا الدين العظيم، استعد ابن رجب للقاء ربه الكريم، بعد أن أفنى عمره في التأليف والتدريس، والدفاع عن سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من خلال بيان صحيح الحديث وسقيمه، واتباع منهج السلف الكرام رحمهم الله تعالى، فوافاه الأجل سنة (795 هـ) في شهر رمضان (?) بدمشق بأرض الحميرية ببستان كان استأجره، وصلي عليه من الغد كما قال ابن العماد (?) وخالف ابن حجر (?) والسيوطي (?) رحمهما الله فقالا: إن وفاته كانت في شهر رجب وشك أبو المحاسن الدمشقي فقال: ((في رجب أو رمضان (?)) ) من ذلك نجد أنه لا خلاف بين العلماء في تقييد وفاته بعام (795 هـ) ، إلا أنهم اختلفوا في شهر وفاته
ودُفن رحمه الله بالباب الصغير جوار قبر الشيخ الفقيه أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفى في ذي الحجة سنة (486 هـ (?)) .