قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ دِيَتِي. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا. قَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: مَا جَاوَرَ عَبْدٌ فِي قَبْرِهِ مِنْ جَارٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنِ اسْتِغْفَارٍ كَثِيرٍ. وَبِالْجُمْلَةِ، فَدَوَاءُ الذُّنُوبِ الِاسْتِغْفَارُ، وَرُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ مَرْفُوعًا: «إِنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، وَإِنَّ دَوَاءَ الذُّنُوبِ الِاسْتِغْفَارُ» . قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، فَأَمَّا دَاؤُكُمْ: فَالذُّنُوبُ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ: فَالِاسْتِغْفَارُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا مِعْوَلُ الْمُذْنِبِينَ الْبُكَاءُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَمَنْ أَهَمَّتْهُ ذُنُوبُهُ، أَكْثَرَ لَهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ. قَالَ رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَدِ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ. وَحَاسَبَ بَعْضُهُمْ نَفْسَهُ مِنْ وَقْتِ بُلُوغِهِ، فَإِذَا زَلَّاتُهُ لَا تُجَاوِزُ سِتًّا وَثَلَاثِينَ زَلَّةً، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِكُلِّ زَلَّةٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، وَصَلَّى لِكُلِّ زَلَّةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَخَتَمَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا خَتْمَةً، قَالَ: وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنِّي غَيْرُ آمِنٍ سَطْوَةَ رَبِّي أَنْ يَأْخُذَنِي بِهَا، وَأَنَا عَلَى