عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَهُ؟ قُطِعَ صَوْتُهُ، فَمَا صَاحَ الدِّيكُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ لَا تَدْعُ بَعْدَ هَذَا عَلَى شَيْءٍ. وَذُكِرَ لِرَابِعَةَ رَجُلٌ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ يَقْتَاتُ بِمَا يَلْتَقِطُهُ مِنَ الْمَنْبُوذَاتِ عَلَى الْمَزَابِلِ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا ضَرَّ هَذَا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يُغْنِيَهُ عَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ رَابِعَةُ: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِذَا قَضَى اللَّهُ لَهُمْ قَضَاءً لَمْ يَتَسَخَّطُوهُ. وَكَانَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ضَيِّقَ الْعَيْشِ جِدًّا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْكَ، فَأَخَذَ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا ذَهَبًا، فَصَارَتْ تِبْرَةً فِي كَفِّهِ، وَقَالَ: مَا خَيْرٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا الْآخِرَةُ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ. وَرُبَّمَا دَعَا الْمُؤْمِنُ الْمُجَابُ الدَّعْوَةِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ الْخِيرَةَ لَهُ فِي غَيْرِهِ، فَلَا يُجِيبُهُ إِلَى سُؤَالِهِ، وَيُعَوِّضُهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ إِمَّا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْمَرْفُوعِ: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ يَسْأَلُنِي بَابًا مِنَ الْعِبَادَةِ، فَأَكُفُّهُ كَيْلَا يَدْخُلَهُ الْعُجْبُ» . وَخَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مِنْ لَوْ جَاءَ أَحَدُكُمْ يَسْأَلُهُ دِينَارًا لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا لَمْ يُعْطِهِ، وَلَوْ سَأَلَهُ فِلْسًا لَمْ يُعْطِهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهُ الْجَنَّةَ لَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا ذُو طِمْرَيْنِ لَا يَؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» . وَخَرَّجَهُ غَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَالِمٍ مُرْسَلًا،