[الْأَحْزَابِ: 30 - 35] . وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَتَأَوَّلُ فِي آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِثْلَ ذَلِكَ لِقُرْبِهِمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. النَّوْعُ الثَّالِثُ: الْهَمُّ بِالْحَسَنَاتِ، فَتُكْتَبُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ كَمَا تَقَدَّمَ: «إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً» وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّحَدُّثِ حَدِيثُ النَّفْسِ، وَهُوَ الْهَمُّ، وَفِي حَدِيثِ خُرَيمِ بْنِ فَاتَكٍ: «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَعَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَ قَلْبَهُ، وَحَرَصَ عَلَيْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْهَمِّ هُنَا هُوَ الْعَزْمُ الْمُصَمِّمُ الَّذِي يُوجَدُ مَعَهُ الْحِرْصُ عَلَى الْعَمَلِ، لَا مُجَرَّدُ الْخَطْرَةِ الَّتِي تَخْطُرُ، ثُمَّ تَنْفَسِخُ مِنْ غَيْرِ عَزْمٍ وَلَا تَصْمِيمٍ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى يُصْبِحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى. وَرُوِيَ عَنْهُ مَرْفُوعًا، وَخَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مَرْفُوعًا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الْمَحْفُوظُ الْمَوْقُوفُّ، وَرُوِيَ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.