الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " «الْإِيمَانُ نِصْفَانِ: نِصْفٌ فِي الصَّبْرِ، وَنِصْفٌ فِي الشُّكْرِ» " فَلَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ يَشْمَلُ فِعْلَ الْوَاجِبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَلَا يُنَالُ ذَلِكَ كُلُّهُ إِلَّا بِالصَّبْرِ، كَانَ الصَّبْرُ نِصْفَ الْإِيمَانِ، فَهَكَذَا يُقَالُ فِي الْوُضُوءِ: إِنَّهُ نِصْفُ الصَّلَاةِ. وَأَيْضًا فَالصَّلَاةُ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا بِشَرْطِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَإِحْسَانِهِ، فَصَارَ شَطْرَ الصَّلَاةِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ أَيْضًا، كَمَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كُتِبَ عَلَيْهِ، فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُنَّ» . وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: «مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، فَالصَّلَوَاتُ الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ»