وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ يُكَفِّرُ الْكَبَائِرَ كُلَّهَا، وَالْوُضُوءُ يُكَفِّرُ الصَّغَائِرَ، فَهُوَ شَطْرُ الْإِيمَانِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَهَذَا يَرُدُّهُ حَدِيثُ: " «مَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» " وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْوُضُوءُ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ مَعَ الْإِيمَانِ، فَصَارَ نِصْفَ الْإِيمَانِ، وَهَذَا ضَعِيفٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ هَاهُنَا: الصَّلَاةُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] [الْبَقَرَةِ: 143] ، وَالْمُرَادُ صَلَاتُكُمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَ الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ الصَّلَاةَ، فَالصَّلَاةُ لَا تُقْبَلُ إِلَّا بِطُهُورٍ، فَصَارَ الطُّهُورُ شَطْرَ الصَّلَاةِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، حَكَى هَذَا التَّفْسِيرَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ