سَمِعَ الشِّبْلِيُّ قَائِلًا يَقُولُ: يَا أَلِلَّهِ يَا جَوَادُ، فَاضْطَرَبَ:

وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنَى ... فَهَيَّجَ أَشْوَاقَ الْفُؤَادَ وَمَا يَدْرِي

دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي

النَّبْضُ يَنْزَعِجُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَحْبُوبِ:

إِذَا ذُكِرَ الْمَحْبُوبُ عِنْدَ حَبِيبِهِ ... تَرَنَّحَ نَشْوَانٌ وَحَنَّ طَرُوبُ

ذِكْرُ الْمُحِبِّينَ عَلَى خِلَافِ ذِكْرِ الْغَافِلِينَ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] [الْأَنْفَالِ: 2] .

وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هَزَّةٌ ... كَمَا انْتَفَضَ الْعُصْفُورُ بَلَّلَهُ الْقَطْرُ

أَحَدُ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: «رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» . قَالَ أَبُو الْجِلْدِ: «أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا ذَكَرْتَنِي، فَاذْكُرْنِي، وَأَنْتَ تَنْتَفِضُ أَعْضَاؤُكَ، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعًا مُطْمَئِنًا، وَإِذَا ذَكَرْتَنِي، فَاجْعَلْ لِسَانَكَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِكَ» . وَصَفَ عَلِيٌّ يَوْمًا الصَّحَابَةَ، فَقَالَ: كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا اللَّهَ مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الرِّيحِ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى ثِيَابِهِمْ. قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ، فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمٌ ذَكَرُوهُ، فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرَقًا وَهَيْبَةً، فَلَوْ حُرِّقُوا بِالنَّارِ، لَمْ يَجِدُوا مَسَّ النَّارِ، وَآخَرُونَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ فَارْفَضُّوا عَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ، وَقَوْمٌ ذَكَرُوهُ، فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ غُبْرًا، وَقَوْمٌ ذَكَرُوهُ فَجَفَّتْ أَعْيُنُهُمْ سَهَرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015