وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] [آلِ عِمْرَانَ: 102] قَالَ: أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى، وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَيُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ، وَخَرَّجَهُ الْحَاكِمُ مَرْفُوعًا وَصَحَّحَهُ، وَالْمَشْهُورُ وَقْفُهُ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: «قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ كَثِيرًا، فَدُلَّنِي عَلَى أَنْ أَشْكُرَكَ كَثِيرًا، قَالَ: اذْكُرْنِي كَثِيرًا، فَإِنْ ذَكَرْتَنِي كَثِيرًا، فَقَدْ شَكَرْتَنِي، وَإِذَا نَسِيتَنِي فَقَدْ كَفَرْتَنِي» . وَقَالَ الْحَسَنُ: أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ أَكْثَرُهُمْ لَهُ ذِكْرًا وَأَتْقَاهُمْ قَلْبًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُخَارِقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَجُلٍ مَغَيَّبٍ فِي نُورِ الْعَرْشِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ مَلَكٌ؟ قِيلَ: لَا، قُلْتُ: نَبِيٌّ؟ قِيلَ: لَا، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ لِسَانُهُ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَلَمْ يَسْتَسِبَّ وَالِدَيْهِ قَطُّ» . وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَعْمَلَ بِهِ؟ قَالَ: تَذْكُرُنِي فَلَا تَنْسَانِي» . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ مِيثَمٍ: بَلَغَنِي «أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِي ذِكْرًا.» وَقَالَ كَعْبٌ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ، بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ، وَرَوَاهُ مُؤَمِّلٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا