(فليس هنا حرف عطف. والغالب معطوف على المغلوب. ولو كانت هنا فعلاً ناقصاً لنصب الغالب على أنه خبرٌ لها) .

3- أحكامٌ تَتَعَلَّقُ بِعَطْفِ النَّسَق

1- يُعطَفُ الظاهرُ على الظاهر، نحو "جاءَ زُهيرٌ وأُسامةُ" والمُضمَرُ على المُضمَر؛ نحو "أنا وأنتَ صديقان"، ونحو "أَكرمتُهم وإيّاكم"، والمَضمَرُ على الظاهر، نحو "جاءَني علىٌّ وأَنتَ"، ونحو "أكرمتُ سليماً وإيّاك"، والظاهرُ على المُضمر، نحو "ما جاءَني إلا أنتَ وعلي" ونحو "ما رأيتُ إلا إياك وعليّاً". غيرَ أنَّ الضميرَ المتّصِل المرفوعَ، والضميرَ المستترَ، لا يَحسُنُ أن يُعطَف عليهما إلا بعد توكيدهما بالمضير المنفصل، نحو "جئتُ أنا وعليٌّ"، ومنه قوله تعالى {إذهب أنتَ ورَبُّكَ} . ويجوزُ العطفُ عليهما أيضاً إذا كان بينَهما فاصلٌ أيُّ فاصلٍ، كقوله تعالى {يَدخلونها ومَنْ صَلَحَ} ، وقولهِ {ما أشركنا ولا آباؤنا} ، فقد عطفَ "مَنْ"، في الآية الأولى، على الواو في "يدخلونها"، لوجود الفاصل، وهو "ها"، التي هيَ ضميرُ المفعول به، وعطفَ "آباء"، في الآية الثانية، على "نا" في "أشركنا"، لوجود الفاصل، وهو "لا"، وذلك جائز.

أمّا العطفُ على الضميرِ المجرور، فالحقُّ أنه جائزٌ، ومنه قوله تعالى {وكفرٌ بهِ والمسجدِ الحرام} . وقُريءَ في بعض القراءَات السّبعِ {واتَّقُوا الله لاذي تساءَلونَ به والأرحامِ} ، بالجرِّ عطفاً على الهاء. والكثيرُ إعادةُ الجارِّ كقوله تعالى {فقال لها وللأرض ائتِيا طَوْعاً وكَرْهاً} ، ونحو "أحسنت إليكَ وإلى عليٍّ"، ونحو "أكرمتُ غلامَكَ وغلامَ سعيدٍ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015