1534 - والضرب السادس: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مكسورة، وذلك نحو قوله: من يشآء إلى صرط [البقرة: 142] الشّهدآء إذا ما دعوا [البقرة: 282] السّوء إن أنا [الأعراف: 188] ما نشؤا إنّك لأنت [هود: 87] وما أشبهه.
1535 - فقرأ جميع ذلك الحرميّان وأبو عمرو بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، واختلف النحويون والقرّاء في كيفية تسهيلها، فقال بعضهم: تجعل بين الهمزة والياء على حركتها؛ لأنها أولى (?) بأن يسهّل عليها من غيرها؛ لقربها منها. وهذا مذهب (?) الخليل وسيبويه، وحكاه ابن مجاهد (?) عن اليزيدي عن أبي عمرو، ورواه عن ابن مجاهد أحمد بن نصر الشذائي فيما حدّثني (?) ابن شاكر عنه.
1536 - وقال آخرون: تبدل واوا مكسورة خفيفة الكسرة على حركة ما قبلها؛ لأنها أثقل من حركتها، والثقيل هو الحاكم على الخفيف في الطبع والعادة، فلذلك دبّرتها (?) في التسهيل، وهذا مذهب أكثر أهل الأداء (?). وكذا حكى أبو طاهر بن أبي هاشم فيما حدّثنا الفارسي عنه أنه قرأ على ابن مجاهد. وكذا حكى أيضا أبو بكر (?) الشذائي فيما حدّثنا ابن شاكر عنه أنه قرأ على غير ابن مجاهد، وبذلك قرأت أنا على أكثر شيوخي، وقد قرأت بالمذهب الأول على فارس بن أحمد في مذهب أهل الحرمين وأبي عمرو وهو أوجه في القياس، والثاني آثر في النقل.
1537 - وقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين. وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن قالون، وقياس روايتهما يوجب تحقيقها في قول: يا أيها النبيء إذا حيث وقع يأيّها النّبىّ إنّآ [الأحزاب: 45].