من الخبر والاستخبار وسوّي بين لفظيهما زال المعنى واستحال اللفظ بكونه كلّه لفظ الاستخبار؛ لأن اللفظ دليل على المعنى، فإذا تغيّر اللفظ تغيّر المعنى بتغيّره.

1350 - وكذلك قوله: ءامن الرّسول [آل عمران: 285] فامن له لوط [العنكبوت: 26] وءامنهم مّن خوف [قريش: 4]، وو ءاتى المال على حبّه [البقرة:

177] وآتيكم [طه: 10] وءاتينه من الكنوز [القصص: 76] وشبهه إن أشبع المد فيه استحال اللفظ، وفسد المعنى لخروجه بذلك إلى الاستخبار، وهو خبر، فوجب بهذا نفي إشباع المدّ في الضرب كله لما نزل إليه من تغيّر لفظ التلاوة، وبطول معناها بالتسوية بين لفظ الخبر والاستخبار.

1351 - قال أبو عمرو: فيما أوضحناه من المعاني وبيّناه من الدلائل بلاغ لمن وفّق لفهمه، وكفاية لمن أراد الوقوف على صحة القول في ذلك وبالله التوفيق (?).

فصل [في مد شيء وأمثاله]

1352 - وإذا زال عن الياء الكسرة وعن الواو الضمة وانفتح ما قبلهما وأتت الهمزة بعدهما في كلمة أو كلمتين، فلا خلاف في ترك مدّهما وتمكينهما؛ لانبساط اللسان بهما وخروجهما من حال الخفاء (?) إلى حال البيان، وذلك نحو قوله: من شىء [آل عمران: 92] ف شيئا [البقرة: 48] وكهيئة [آل عمران: 49] وسوءتهما [طه: 121] والسّوء [النساء: 17] ونبأ ابنى ءادم [56/ ظ] [المائدة:

27] وخلوا إلى [البقرة: 14] وما أشبهه، إلا ما رواه أصحاب أبي يعقوب الأزرق، عنه، عن ورش أداء أنه كان يمكّن الياء والواو المفتوح ما قبلهما- إذا أتت الهمزة بعدهما في كلمة لا غير؛ لأن حركتها لا تلقى عليهما فيها (?) - تمكينا وسطا من غير إسراف؛ لأن فيها مع ذلك مدّا ولينا وإن كان يسيرا.

1353 - وقد أخذ بذلك أيضا بعض أصحاب (?) أبي الأزهر من المصريين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015