عليهنّ ولا سكت لما في حديث عكرمة وشبل وإسماعيل عن ابن كثير أنهما قالا:
كبّر حتى يختم مع خاتمة كل سورة، ولما في حديث الأعرج وغيره أيضا أنه كان إذا بلغ والضحى كبّر إذا ختم كل سورة حتى يختم. وليس في هذه الأحاديث ولا في غيرها ذكر لفصل ولا لسكت ولا لقطع بل في حديث ابن عباس وابن كثير" مع" (?) وهي دلالة على الصحبة والاجتماع، وصحّ بذلك وصل أواخر السور بالتكبير دون غيره.
وقد جاء بذلك أداء عن قنبل بإسناده عن ابن كثير أبو بكر محمد بن موسى الزينبي وهو إمام قراءة المكيّين، وإن شاء القارئ قطع (?) على التكبير وابتدأ بالتسمية ووصلها بالسورة التي بعدها، وإن شاء وصل التكبير بالتسمية ووصل التسمية بأول السورة، ولا يجوز القطع على التسمية إذا وصلت بالتكبير؛ لأنها موضوعة للإعلام بأول السورة فلا يلحق بأواخرها، (?) فإن لم يوصل بالتكبير جاز القطع عليها وقد كان قوم من جلّة أهل الأداء يقطعون [253/ أ] على أواخر السور ثم يبتدئون بالتكبير موصولا بالتسمية ليدلوا بذلك على انفصاله من نفس التلاوة وأنه ليس منها بل هو زيادة، وجاء بذلك أداء عن اليزيدي أبو عبد الرحمن اللهبي، وبذلك قرأت على الفارسي من قراءته على أبي بكر النقّاش عن قراءته على أبي ربيعة عن البزّي، وهو اختيار أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي وغيره من المصريين، والأول أولى وأصحّ لما ذكرته من دلالة ألفاظ الأخبار عليه والله أعلم.
قال أبو عمرو: والتكبير من آخر والضحى بخلاف ما يذهب إليه قوم من أهل الأداء من أنه من أولها لما في حديث موسى بن هارون عن البزّي عن عكرمة عن إسماعيل عن ابن كثير من قوله: فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر، ولما في حديث شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبّر، ولما في حديث مجاهد عن ابن عباس أنه كان يأمره بالتكبير من ألم نشرح لك وانقطاع التكبير أيضا في آخر سورة الناس بخلاف ما يأخذ به بعض أهل الأداء من انقطاعه في أولها بعد