جامع الاصول (صفحة 4420)

4197 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ليلة، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من الليل، فَتوضَّأ من شَنّ مَعَلَّق وضوءاً خفيفاً- يخفِّفه عمرو [بن دينار] ويُقلِّلُه - وقام يصلِّي، قال: فقمتُ، فتوضَّأتُ نحواً مما توَّضأ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره - وربما قال سفيان: عن شماله - فحوَّلني، فجعلني عن يمينه، ثم صلَّى ما شاء الله، ثم -[81]- اضطجع فنام حتى نَفَخَ، ثم أتاهُ المنادي فآذَنه بالصلاة، فقام إِلى الصلاة، فصلى الصبح، ولم يتوَّضأ» .

قال سفيان: وهذا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- خاصة؛ لأنه بلغنا: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبُهُ» .

وفي رواية ابن المديني عن سفيان «قال: قلت لعمرو: إِن ناساً يقولون: إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه، ولا ينام قلبه؟ فقال عمرو: سمعتُ عُبَيدَ بنَ عُمَيْر يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ: {إِنِّي أَرَى في المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102] » .

وفي رواية قال: بِتُّ في بيت خالتي ميمونَة، فتحدَّث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع أهلِهِ ساعة، ثم رقد، فلما كان ثُلُثُ الليلِ الآخِرُ قعد، فنظرَ إِلى السماء فقال: « {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ وَاختِلاَفِ الليْلِ والنَّهَارِ لآياتٍ لأُولي الأَلْبَاب} [آل عمران: 190] ، ثم قام فتوضأ واسْتَنَّ، فصلَّى إِحدى عشرةَ ركعة، ثم أذن بلال، فصلَّى ركعتين، ثم خرج» .

وفي أخرى قال: «رَقَدْتُ في بيتِ ميمونةَ لَيلَةَ كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عندها لأنظر: كيف صلاةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فتحَدَّثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- مع أَهله ساعة. وذكر الحديث» .

وفي رواية: «أنه باتَ عند ميمونةَ أُمِّ المؤمنين، وهي خالتُهُ، قال: -[82]- فقلتُ: لأنظرنَّ إِلى صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَطَرَحَتْ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وِسَادَة، قال: فاضطجعتُ في عرض الوسادة، واضطجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأهلُه في طولها، فنام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى انتصفَ الليلُ، أو قَبلَه بقليل، أو بعدَه بقليل، ثم استيقظ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فجلسَ يمسح النومَ عن وجهه بيده، ثم قرأ العشْرَ الآياتِ الخواتمَ من سورة آل عمران، ثم قام إِلى شَنّ مُعَلَّقَة، فتوَّضأ منها، وأحسنَ وُضُوءهُ، ثم قام يُصلِّي، قال عبدُ الله بن عباس: فقمتُ فصنعتُ مثل ما صنعَ، ثم ذهبتُ فقمتُ إلى جنبه، فوضعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأْسي، وأخذ بأُذُني اليمنى فَفَتَلَهَا فصلَّى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المُؤذِّن، فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبح» .

وفي أخرى قال: «بِتُّ عند ميمونَةَ، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عندها تلكَ الليلةَ، فتوضأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قام فصلَّى، فقُمتُ عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه، فصلَّى في تلكَ الليلةِ ثلاثَ عَشْرَةَ رَكعة، ثم نام رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نفخ، وكان إِذا نامَ نَفَخَ، ثم أتاه المؤذِّن، فخرج فصلَّى، ولم يتوَّضأ» .

وفي أخرى قال: «بِتُّ ليلة عند خالتي ميمونةَ بنتِ الحارث، فقلت -[83]- لها: إِذا قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فأيقظيني، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقُمتُ إِلى جنبه الأيسر، فأخذ بيدي فجعلني من شِقِّه الأيمن، فجعلت إِذا أغْفَيتُ يأْخذ بِشَحمة أُذُني، [قال] : فصلَّى إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَة، ثم احْتَبَى، حتى إِني لأسمع نَفَسَهُ راقداً، فلما تبيَّنَ له الفجرُ صلَّى ركعتين خفيفتين» .

وفي أخرى قال: بِتُّ عند ميمونةَ، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فأتى حاجتَه، ثم غسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القِرْبَةَ، فأطلق شِناقَها، ثم توضأَ وضوءاً بين الوضوءَيْنِ لم يُكْثِرْ، وقد أبلغَ، ثم قام فصلَّى، فقمتُ كراهيةَ أن يرى أَنَّي كُنتُ أَبقِيهِ، فتوضَّأْتُ، وقام يصلِّي، فقمتُ عن يساره، فأخذ بيدي، فأدارني عن يمينه، فتتامَّتْ صلاتُه ثلاثَ عَشرَةَ ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام [نفخ] ، فأتاه بلال فآذَنَهُ بالصلاة، فقام يصلِّي ولم يتوضَّأُ، وكان في دعائه: «اللَّهمَّ اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً» .

قال كريب: وسبعاً (?) في التابوت (?) ، فلقيت رجلاً من ولد العبَّاس -[84]- فحدَّثني بهن، فذكر: «عصبي، ولحمي، ودمي، وشعري، وبَشَري، وذكر خَصْلَتين» .

وزاد في رواية: «وأعْظِمْ لي نوراً» ، بدل قوله: «واجعل لي نوراً» . وفيه: «كراهيَةَ أن يرى أني كنت أنتبه له» .

وفي رواية أخرى قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ، فَبَقَيْتُ - وفي رواية: فرقبتُ- كيف يصلِّي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟» وذكر نحوه ... إلى أن قال: «ثم نام حتى نفخ، وكنَّا نعرِفه إِذا نام بنفخه، ثم خرج إلى الصلاة فصلَّى، فجعل يقول في صلاته - أو في سجوده -: اللَّهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، وخلفي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، واجعل لي نوراً - أو قال: اجعلني نوراً» ، ولم يذكر: «فلقيتُ بعضَ ولد العباس» ، وفي رواية قال: «اجعلني نوراً» ، ولم يَشُكَّ.

وفي أخرى: فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ بِتسعَ عَشْرَةَ كلمة، قال سلمةُ: حَدَّثَنيها كُريب، فحفظتُ منها ثِنْتَيْ عَشْرَة، ونسيتُ ما بقي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهمَّ اجعل لي في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن بين يديَّ نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً» . -[85]-

وفي أخرى: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ... » فاقتص الحديث، ولم يَذْكُرْ غَسْلَ الوجه والكفَّيْن، غير أنه قال: «أَتى القِرْبَةَ، فَحلَّ شِناقها، فتوضَّأَ وضوءاً بين الوضوءَين، ثم أتى فِرَاشَه فنام، ثم قام قَومَة أخرى، فأتى القِرْبَةَ فحلَّ شِناقها، ثم توضَّأ وضوءاً هو الوضوءُ» . وقال فيه: «أعظم لي نوراً» ، ولم يذكر: «واجعلني نوراً» . هذه روايات البخاري، ومسلم.

وأخرج الحميدي لهما رواية مختصرة في كتابه عن أبي جمرة (?) : أنَّ ابنَ عباس قال: «كانت صلاةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثلاثَ عَشْرَةَ ركعة» يعني: بالليل، ولم يَذْكُرْها في جملة هذا الحديث الطويل، وذلك بخلاف عادته، فذكرناها نحن في جملة طُرُقِهِ، ولعله أدركَ منها ما أوجب إفرادها والله أعلم.

وفي رواية للبخاري قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ بنتِ الحارثِ زوجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عندها في ليلتها، فصلَّى النبيُّ العشاءَ، ثم جاءَ إِلى منزله؛ فصلَّى أربعَ رَكعَات، ثم نام، ثم قام، ثم قال: نام الغُلَيم - أو كلمة تشبهها - ثم قام فقمتُ عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلَّى خمس ركعات، ثم صلَّى ركعتين، ثم نام حتى سمعتُ غَطيطه -أو خطيطه - ثم خرج إلى الصلاة» .

وفي رواية لمسلم: «أنه رَقَدَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فاستيقظ وتَسَوَّك، -[86]- وتوضأ، وهو يقول: {إِنَّ في خَلقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآياتٍ لأُولي الأَلْبَابِ} ، فقرأ هؤلاءِ الكلماتِ حتى ختم السورة، ثم قام فصلَّى ركعتين، أطال فيهما القيامَ، والرُّكوعَ، والسجودَ ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات: ستَّ ركعات، كلَّ ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآياتِ، ثم أوتر بثلاث، فأذَّنَ المؤذِّنُ فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً» .

وله في أخرى: «أنه بات عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة، فقام نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- من آخر الليل، فخرج فنظر إلى السماء، فتلا هذه الآية في آل عمران: {إِنَّ في خَلقِ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ} حتى بلغ {فَقِنَا عذاب النار} [آل عمران: 190] ثم رجع إلى البيت فتسوّك، وتوضأ، ثم قام فصلَّى، ثم اضطجع، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية، ثم رجع فتسوّك، فتوضأ، ثم قام فصلى» .

وله في أخرى قال: «بتُّ ذاتَ ليلة عند خالتي ميمونةَ، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يُصلِّي متطوعاً من الليل، فقام إِلى القرْبَةِ فتوضأ، وقام يصلِّي، فقمتُ، فلما رأيتُه صنع ذلك، فتوضأتُ من القِرْبَةِ، ثم قمتُ إِلى شِقِّه الأيسر، فأخذ بيدي -[87]- من وراءِ ظهره، يُعَدِّلني كذلك من وراء ظهره إلى شِقِّه الأيمن، قلت: أَفي تطوّع كان ذلك؟ قال: نعم» . وأخرج الموطأ الرواية الرابعة التي فيها ذِكْرُ الوسادة.

وأخرج أبو داود الرابعة، ورواية البخاري، ومسلم المفردتين، وزاد في آخر رواية البخاري: «ثم قام فصلَّى ركعتين، ثم خرج فصلى ركعتين، ثم خرج فصلَّى الغداة» ، ولم يَذْكُرْ قبل النوم والغطيط «أنه صلى ركعتين بعد الخمس» .

وله في أخرى: قال كُرَيْب: «سألتُ ابنَ عباس: كيف كانت صلاةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ قال: بِتُّ عنده ليلة، وهو عند ميمونةَ، فنام حتى إذا ذهب ثُلثُ الليل أو نصفُه استيقظ، فقام إِلى شَنّ فيه ماء فتوضأ، وتوضأتُ معه، ثم قام، فقمتُ إلى جنبه على يساره، فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي، كأنه يَمَسُّ أُذُني، كأَنَّه يوقظني، فصلَّى ركعتين خفيفتين، قلتُ: قرأ فيهما بأم القرآن في كلِّ رَكْعةِ، ثم سلَّم، ثم صلَّى، حتى إذا صلى إِحدى عَشْرَةَ رَكعَة بالوتر، ثم نام، فأَتاه بلال، فقال: الصلاةَ يا رسول الله، فقام فركع ركعتين، ثم صلى للناس» .

وفي أُخرى له قال: «بِتُّ عند ميمونةَ، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ما أمسى، فقال: أصلَّى الغلامُ؟ قالوا: نعم. فاضطجع، حتى إِذا مضى من -[88]- الليل ما شاء الله، قام فتوضأَ، ثم صلى سبعاً - أو خمساً - أوترَ بهن، ولم يسلِّم إِلا في آخرهن» .

وله في أخرى قال: «بِتُّ ليلة عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فلما استيقظ من منامه أتى طهورَهُ فأخذ سِواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل والنهار لآياتٍ لأُولي الألباب} [آل عمران: 190] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ وأتى مُصلاه، فصلَّى ركعتين، ثم رجع إِلى فراشه، فنام ما شاء الله، ثم استيقظ، ففعل مثلَ ذلك، ثم رجع إلى فراشه، ثم استيقظ، ففعل مثل ذلك، كلُّ ذلك يستاك ويصلِّي رَكعتين، ثم أَوتر» .

وفي رواية: «فتسوَّك وتوَّضأ، وهو يقول: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل ... } حتى ختم السورة» .

وله في أخرى قال: «بِتُّ عند خالتي ميمونةَ، فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فصلى ثلاثَ عَشرَةَ رَكعة، منها ركعتا الفجر، حَزَرْتُ قيامه في كلِّ ركعة بقدر: {يا أيها المُزمِّلُ} » ، ولم يقل أحد رواته: «منها ركعتا الفجر» .

وله في أخرى قال: «بِتُّ في بيت خالتي ميمونةَ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من الليل، فأطلَقَ شِناق القِرْبَةِ، فتوضأ، ثم أوْكأ القِرْبَةَ، ثم قام إلى -[89]- الصلاة، فقمتُ فتوَّضأْتُ كما تَوَضَّأَ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره، فأخذني بيمينه، فأدارني من ورائه، فأقامني عن يمينه، فصلَّيتُ معه» .

وله في أخرى أخرجها عقيب روايته التي هي مثل الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم، قال: وفي رواية بهذه القصة: «قال: قام فصلَّى ركعتين ركعتين، حتى صلى ثمانيَ ركعات، ثم أَوتر بخمس لم يجلس فيهن» .

وأَخرج النسائي الرواية الرابعة من روايتي البخاري، ومسلم.

وله في أُخرى عن كُرَيْب قال: «سأَلتُ ابنَ عباس عن صلاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فوصف أنه صلَّى إِحدى عَشْرَةَ رَكعة بالوتر، ثم نام حتى اسْتَثْقَلَ، فرأيتُه ينفخ، فأتاه بلال، فقال: الصلاةَ يا رسولَ الله، فقام فصلَّى ركعتين، وصلى بالناس ولم يتوضأ» .

وله في أخرى قال: «كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقام فتوضأَ واستاك، وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرضِ واختلافِ الليل والنهار لآياتٍ لأُولي الألباب} ثم صلَّى ركعتين، ثم عاد (?) ، فنام حتى سمعتُ نَفْخَه، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلَّى ركعتين، ثم نام، ثم قام فتوضَّأ واستاك، وصلى ركعتين، وأوتر بثلاث» . -[90]-

وفي أخرى: «أنه قام. وذكر نحوه» . وزاد في آخره: «ثم صلى ركعتين» .

وفي أُخرى قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُحْيي من الليل ثمانيَ رَكعات، ويُوتِر بثلاث، ويصلِّي ركعتين قبل صلاة الفجر» .

وأخرج الترمذي من هذا الحديث رواية واحدة مختصرة، قال: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصلِّي من الليل ثلاثَ عَشْرَةَ رَكعة» .

وحيث لم يَجئْ لَهُ إِلا هذا القدر أِثبتناه في المتن، ولم نُعلمْ له علامة لأجل قِلَّته (?) . -[91]-

S (الشَّن) : القِربة البالية، وجمعها: شِنان.

(بِشِناقِها) : الشِّناق الخيط الذي يُشَد به فم القِربة.

(أَبْقِيه) : بَقَيْت الرجل أَبقِيه: إذا رقبته وانتظرته ورصدته.

(غطيطه - خطيطه) : الغطيط: صوت النائم، وكذلك خطيطه، هكذا جاء في الحديث «غطيطه - أو خطيطه» .

(الطَّهور) : بفتح الطاء: الماء يُتوضأ به، ويُتطهر به.

(أوكأ) : الإيكاء: شد فم القِربة وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015