عمى أبا طالب أقطعها إبلا ومقطعات من الثياب، ولم يبق عم من عمومتى إلا أقطعها وكساها، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن إليها يقلن: أما والله يا أم كبشة لو علمنا بركة هذا تكون هكذا ما سبقتنا إليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت إلى أصنام قريش والعرب فلا أقربها ولا آتيها، حتى إذا كان بعد زمن خرجت بين أتراب لى من العرب نتقاذف بالأجلة - يعنى البعر - فإذا بثلاثة نفر مقبلين معهم طست مملوء ثلجا فقبضوا على من بين الغلمان، فلما رأى ذلك الغلمان انطلقوا هرابا. ثم رجعوا فقالوا: يا معشر النفر إن هذا الغلام ليس منا ولا من العرب، وإنه لابن سيد قريش وبيضة المجد، وما من حى من أحياء العرب إلا لآبائه فى رقابهم نعمة مجللة، فلا تصنعوا بقتل هذا الغلام شيئا، وإن كنتم لا بد قاتليه فخذوا أحدنا فاقتلوه مكانه، فأبوا أن يأخذوا منى فدية، فانطلقوا وأسلمونى فى أيديهم. فأخذنى أحدهم فأضجعنى إضجاعا رقيقا فشق ما بين صدرى إلى عانتى، ثم استخرج قلبى