وقد قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
المراد: بغاية الذل والمحبة يوحدون.
التشريك بالمحبة داء لا يشبه الأدواء، وهو من عظيم المصائب والبلوى، كيف بمن يصرح بإخلاص المحبة لمخلوق محشو بالأنجاس، وهو كسائر الناس، جماله قشرة تغشي الأقذار والأدناس، وسرعان ما تذبل وتتحول جيفة في الآخر نطفة مهينة في الأول، وبين ذلك تحمل النتن والريح في الباطن تتجول، خلق الله الخلق هكذا ليعرف العبد قدره وقدر غيره من العباد، فلا يهيم بكل واد، وينسى البعث يوم المعاد، ويضل عن معبوده الجميل الجليل الذي لا يرضى مشاركة الأنداد.
الذي يحب لجماله محبة مقرونة بإجلاله. فمحبته لجماله محركة للإرادة والطلب وصدق الإنابة. وإجلاله يوجب الخوف من مقته وطرد العبد عن بابه.