.. مضمَّخاً بفتيت المسك مختضبا

فجلسنا ثم حتى صلينا به الظهر فإذا النسوة أقبلن وما الجارية بينهن فلما بصرن به قلن يا عتبة وما ظنك بطالبة وصالك وكاسفة بالك قال وما لها قلن قد أخذها أبوها وأرتحل بها إلى السماوة فسالتهن عن الجارية فقلن هي ريا ابنة الغطريف السلمي فرفع الشاب رأسه إليهن وأنشد يقول:

خليليَّ ريّا قد أجدّ بكورها ... وسار إلى أرض السماوة عيرُها

خليليَّ ما تقضي بها أمُّ مالكٍ ... عليَّ فما يعدو عليَّ أميرها

خليليَّ إنيّ قد خشيت من البكا ... فهل عند غيري مقلٌ أستعيرها

فقلت يا عتبة طب قلبا وقر عينا فقد وردت الحجاز بمال جزيل وطرف وتحف وقماش ومتاع أريد به أهل السفر ووالله لأبذلنه أمامك وبين يديك وفيك وعليك حتى أوصلك إلى المنى وأعطيك الرضا وفوق الرضا فقم بنا إلى مجلس الأنصار فقمنا حتى أشرفنا على ناديهم فسلمت فأحسنوا الرد ثم قلت أيها الملأ الكرام ما تقولون في عتبة وأبيه قالوا خيراً إنّه من سادات العرب قلت فإنه قد رمى بفؤاده الجوى وما أريد منكم إلا المعونة فركبنا وركب القوم حتى أشرفنا على منازل بني سليم من السماوة فقلنا أين منزل الغطريف فخرج بنفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015