لا حاجة لي في المال أشهد أني قد جعلته صدقة في فقراء المسلمين لا حظ لي فيه ولا لأحد من أهلي فقال الخليفة لمعروف بقي الأمر إليك فإحمل المال وتصدَّق به على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والأيتام والأرامل فدعا له معروف وأخذ بد الرجل وحمل المال على البغال وصافحهما أمير المؤمنين وسأل الرجل أن يحالله
عما وقع منه ولازم الرجل معروفاً الكرخي إلى أن مات تغمده الله برحمته. وقع منه ولازم الرجل معروفاً الكرخي إلى أن مات تغمده الله برحمته.
وحكي عن معن بن زائدة الشيباني إن شاعراً قصده فأقام مدة يريد الدخول إليه فلم يتهيأ له ذلك فلما أعياه ذلك قال لبعض خدمه إذا دخل الأمير البستان فعرفني فلما دخل معن البستان عرَّفه الخادم عنه فكتب الشاعر بيتا من الشعر على خشبة وألقاها في الماء الداخل إلى البستان فإتفق أن معنا كان جالساً في ذلك الوقت على رأس الماء فمرت به فأخذها فإذا فيها كتابة فقرأها وهي:
أيا جود معنٍ ناج معناً بحاجتي ... فمالي إلى معنٍ سواك شفيعُ
فقال من صاحب هذه فدعي بالرجل فقال له كيف قلت فأنشد البيت فأمر له بمائة ألف درهم فأخذها وأخذ الأمير الخشبة فوضعها تحت بساطه فلما كان اليوم الثاني قرأها ودعا بالرجل فدفع له مائة ألف درهم على العادة ثم دعاه ثالث مرة فقرأ البيت ودفع له مائة ألف