الحال أن أجمعها في سفر يقال فيه تلك رحلة وهذا تاريخ ومجموع، وقد علم الله أن هذه النبذة من القول وردت من قريحة مسها فقد الولد بقرح وأي قرح، وقال تفكرها الذي كان حائك الكلام لست اليوم من ذلك الطرح، فليبسط الواقف على هذه الرحلة عذري، ويعلم السبب في كونها ليست عادة نظمي ونثري، وإذا كانت القريحة في بقايا قورحها فليت شعري أينهض سجعي وشعري، والله تعالى المسؤول أن يجمل في البقاء الصاحبي سلوة عن كل فقيد، ويصل أسبابنا أبداً بتحريره الوافر وظله المديد، ويرزقنا في شكر نعمه لساناً لفظه ذهب وذهنا بصره حديد.
قلت ذكرت برحلة الشيخ جمال الدين رحمه الله تعالى إلى القدس الشريق صحبة الركاب الصاحبي الاميني رحلتي صحبة الركاب الشريف السلطاني المؤيدي سقى الله ثراه إلى البلاد الرومية وبروز أمره الشريف بذكر الفتوحات بها وتسمية البلاد واستيعاب الرحلة الشريفة في البشارة المجهزة إلى الديار المصرية وأنا لا يقرأها بالجوامع المطهرة غير مولانا شيخ الإسلام قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي عظم الله شأنه فقراها بالجامع المؤيدي والأزهر في شهر رجب الفرد سنة ست عشرة وثمانمائة وقد عنَّ لي أن أقرنها