الاسم والفعل والحرف، ثم عاودنا المنازل التي قدمنا ذكرها، ورجعنا كما تسترجع منازل الأفق زهرها، وتنسمنا أرواح دمشق حتى كدنا ننشق من ذيل الكسوة عطرها، واستقبلنا الديار على هذا السعي الجليل، وفاصلنا السفر على كل وجه للفضل جميل، وقطعنا بالكسوة ليلاً طائلاً نداؤه: كل ليلٍ للعاشقين طويل، وفي تلك الليلة كان دخولنا إلى دمشق المحروسة كدخلونا إلى القدس الشريف سائرين سرى النجوم في الليل، سابقين لغرة الصباح بغرر الخيل، موفرين لخواطر الملتقين وهيهات وقد سال منهم السيل، نازلين من دمشق جنة قد تبسمت لقدومنا عن ثغور الأزهار، وأجرت أمام ركابنا الأنهار، ولبست من وشيء البديع حللا لها من أوائل ما انعقد من الثمار أزرار، فائزين من الثناء والثواب بفوق الأرادة، داعين لمن فضله لنا جامع مترقبين لرتبته باب الزيارة، وتمتهذه السفرة على أحسن ما يكون، واشتملت من وجوه المحاسن على عيون، قضيت المهمات بها بالنهار وقضيت في الليل المذاكرة، والتقطت من الفوائد الوزارية ما كنت أرتقب جواهره وأزهاره، وأردت أن أذكرها في هذه الخطبة لأنها جواهر، وأضمنها بعض العلم في هذه الأوراق فإنها أزاهر، فكثرت على هذا اللفظ المسجوع، واقتضى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015