وبينما المرء في الأحياء مغتبطٌ ... إذا هو الرّمس تعفوه الأعاصير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفُهُ ... وذو قرابته في الحيّ مسرور

وذاك أخر عهدٍ من أخيك إذا ... ما المرء ضمّنه اللحد الخناسير

فبينما أنا أردد هذه الأبيات وعيناي ينسكبان إذ قال لي رجل إلى جنبي من عذرة يا عبد الله هل تعرف قائل هذا الشعر قلت لا والله قال قائله هذا الميت الذي دفناه وأنت الغريب الذي تبكي عليه ولا تعرفه ولا تعلم إنه قائل هذه الأبيات وذو قرابته الذي ذكرته مسرور هو ذاك وأشار إلى رجل في الجماعة فرأيته لا يستطيع كتمان ما هو عليه من المسرة فقال معاوية يا أخا جرهم سل ما شئت قال ما مضى من عمري ترده والأجل إذا حضر تدفعه قال ليس ذلك لي سل غيره قال يا أمير المؤمنين ليس إليك رد شبابي ولا الآخرة فتكرم مآبي والمآل فقد أخذت عنه في عنفواني ما كفاني قال لابد أن تسألني قال أما إذا شئت فأمر لي برغيفين أتغدى بأحدهما وأتعشى بالآخرة واتق الله وأعلم أنك مفارق ما أنت فيه وقادم على ما قدمت، فأمر له معاوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015