عمر بن عبد العزيز فما رؤي أحد منهم إلا وهو غني ومنهم واحد جهز من ماله مائة ألف فارس على مائة ألف فرس في سبيل الله تعالى وما رؤي أحد م أولاد هشام بن عبد الملك إلا وهو فقير ولقد شوهد أحدهم وهو يوقد في الأتون.

قيل لمعاوية ابن أبي سفيان إن بالحيرة رجلاً من بني جرهم قد عمّر ورأى أعاجيب فقال معاوية عليَّ به فلما حضر قال من الرجل قال عبيد بن شربة قال ثم ممن قال من قوم لم يبق منهم بقية قال فكم مضى من عمرك قال عشرين ومائتا سنة قال أخبرني بأعجب ما رأيت في عمرك قال نعم يا أمير المؤمنين كنت في حي من أحياء العرب فمات عندهم ميت يقال له عشير بن لبيد العذري فمشيت في جنازته وتأسيت بجماعته فلما دفن في قبره وأعول النساء في أثره أدركتني عليه عبرة ولم أستطع ردها وتمثلت بأبيات كنت سمعتها قديما وعلق الآن على خاطري منها هذه الأبيات:

يا قلب إنك من أسماءُ مغرور ... فأذكر وهل ينفعنك اليوم تذكيرُ

قد بحت بالحبِّ ما تخفيه من أحدٍ ... حتى جرت لك اطلاقاً محاظير

فلست تدري ولا تدري أعاجلها ... أدنى لرشدك أمْ ما فيه تأخير

فاستقدر الله خيراً وارضيَنَّ به ... فبينما العسر إذا دارت مياسير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015