قال ابن تيمية: وعمر بن الخطاب لما نادى: يا سارية الجبل قال: إن لله جنداً يبلغونهم صوتي فعُلم أن صوته إنما يبلغ بما ييسره الله من تبليغ بعض الملائكة أو صالحي الجن فيهتفون بمثل صوته كالذي ينادي ابنه أو غير ابنه وهو بعيد لا يسمع. يا فلان فيسمعه من يريد إبلاغه فينادي يا فلان فيسمع ذلك الصوت وهو المقصود بصوت أبيه وإلا فصوت البشر ليس في قوته أن يبلغ مسافة أيام.
وقال قبل ذلك: والذين يدعون الكواكب تتنزل عليهم أشخاص يسمونها: روحانية الكواكب وهو شيطان نزل عليه لما أشرك ليغويه كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم أحياناً لبعض الناس وتتراءى للسدنة أحيانا ولغيرهم أيضاً.
وقد يستغيث المشرك بشيخ له غائب فيحكي الجني صوته لذلك الشيخ حتى يظن أنه سمع صوت ذلك المريد مع بُعد المسافة بينهما ثم إن الشيخ يجيبه فيحكي الجني صوت الشيخ للمريد حتى يظن أن شيخه سمع صوته وأجابه وإلا فصوت الإنسان يمتنع أن يبلغ مسيرة يوم ويومين وأكثر.
وقد يحصل للمريد من يؤذيه فيدفعه الجني ويخيّل للمريد أن الشيخ هو دَفَعه. وقد يُضرب الرجل بحجر فيدفعه عنه الجني ثم