سُئل ابن تيمية من يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك؟
فأجاب: أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له" (?). وقد قال ابن مسعود: إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يَعِد أحدكم صبيّه شيئاً ثم لا ينجزه. وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريماً من ذلك.
وبكل حال ففاعل ذلك مستحق للعقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم. (?) سوق الحكايات المفتعلة وما يسمونه النكت والمضحكات رائج في وقتنا ويعتبر فناً من الفنون. وأخطره ما يجاور ويُصاحب علوم الدين وقصصه. ولا أقصد بذلك أن تساق هذه الهزليات سخرية بالدين صرحية. فهذا حكمه معروف لكن المراد هنا ما تحوي هذه الحشود الهائلة من النسخ والصحف والمجلات التي يختلط فيها هذا وهذا. وإن الناظر في مؤلفات السلف من الأئمة والعلماء المقتدى بهم لا يجد من ذلك شيئاً وحاشاهم من هذا التخليط القبيح غير المليح.