قال ابن تيمية: فميل النفس إلى النساء عام في طبع جميع بني آدم. وقد يبتلى كثير منهم بالميل إلى الذكران كما هو المذكور عنهم فيبتلى بالميل إلى المردان وإن لم يفعل الفاحشة الكبرى ابتلي بما هو دون ذلك من المباشرة والمشاهدة.
ولا يكاد أن يسلم أحدهم من الفاحشة إما في سره وإما بينه وبين الأمرد ويحصل للنفس من ذلك ما هو معروف عند الناس وقد ذكر الناس من أخبار العشاق ما يطول وصفه فإذا ابتلي المسلم ببعض ذلك كان عليه أن يجاهد نفسه في الله وهو مأمور بهذا الجهاد ليس أمراً أوجبه وحرمه هو على نفسه فيكون في طاعة نفسه وهواه بل هو أمر حرمه الله ورسوله ولا حيلة فيه. فيصير بالمجاهدة في طاعة الله ورسوله (?).
وقال رحمه الله في التوبة من مثل هذه الفواحش: وإنما الغرض أن الله يقبل التوبة من كل ذنب كما دل عليه الكتاب والسنة.
والفواحش خصوصاً ما علمت أحداً نازع في التوبة منها، والزاني والمزني به مشتكران في ذلك إن تابا تاب الله عليهما ويبين التوبة خصوصاً من عمل قوم لوط من الجانبين ما ذكره الله في قصة قوم لوط فإنهم كانوا يفعلون الفاحشة بعضهم ببعض ومع هذا فقد دعاهم جميعهم إلى تقوى الله والتوبة منها.