رضى الله عَنهُ كَانَ شجاعا بطلا قد تعود الْإِقْدَام حَيْثُ تزل الْأَقْدَام وَله آثَار جميلَة فى الْإِسْلَام وَكَانَت لَهُ مشْيَة عَجِيبَة فى الْخُيَلَاء وَنظر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ فى المعركة وَهُوَ يتبختر بَين الصفين فَقَالَ (إِن هَذِه مشْيَة يبغضها الله إِلَّا فى هَذَا الْمَكَان)
وَكَانَ يُقَال لَهُ ذُو المشهرة لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ مشهرة إِذا لبسهَا فِي الْحَرْب لَا يبْقى وَلَا يذر
127 - (دهاء مُعَاوِيَة) ذَلِك مِمَّا اشْتهر أمره وَسَار ذكره وَكَثُرت الرِّوَايَات والحكايات فِيهِ وَوَقع الْإِجْمَاع على أَن الدهاة أَرْبَعَة مُعَاوِيَة وَعَمْرو ابْن الْعَاصِ والمغيرة بن شُعْبَة وَزِيَاد بن أَبِيه رضى الله عَنْهُم فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَة بِحَيْثُ هُوَ من الدهاء وَبعد الْغَوْر وانضم إِلَيْهِ الدهاة الثَّلَاثَة الَّذين يرَوْنَ بِأول آرائهم أَوَاخِر الْأُمُور فَكَانَ لَا يقطع أمرا حَتَّى يشهدوه وَلَا يستضىء فى ظلم الخطوب إِلَّا بمصابيح آرائهم سلم لَهُ أَمر الْملك وَأَلْقَتْ إِلَيْهِ الدُّنْيَا أزمتها وَصَارَ دهاؤه ودهاء أَصْحَابه الثَّلَاثَة مثلا وَلم يذكر مَعَهم فى الدهاء إِلَّا قيس بن سعد بن عبَادَة وَعبد الله بن بديل بن وَرْقَاء الخزاعى
128 - (فقه العبادلة) هم عبد الله بن مَسْعُود وَعبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن عمر بن الْخطاب وَعبد الله بن الزبير وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَهَؤُلَاءِ من فُقَهَاء الصَّحَابَة وأثباتهم وعلمائهم وَمن أنبههم
وَمن عبادلتهم أَيْضا عبد الله بن جَعْفَر بن أَبى طَالب وَعبد الله بن أَبى بكر الصّديق رضى الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ
129 - (وَلِيمَة الْأَشْعَث) كَانَ الْأَشْعَث بن قيس بن معدى كرب