(وَقَول بِلَا فعل كبارق خلب ... )
وَقَالَ آخر
(لَا يكن وَعدك برقا خلبا ... إِن خير الْبَرْق مَا الْغَيْث مَعَه)
والبرق الخلب هُوَ الذى لَا غيث مَعَه يضْرب مثلا لمن يخلف كَمَا يخلف ذَلِك الْبَرْق والخلب من الخلابة قَالَ اللَّيْث عَن الْخَلِيل الْبَرْق الخلب الذى يُومِض ويطمع فى الْمَطَر ثمَّ يعد ويخلف
وللصاحب من رِسَالَة وعدة برق خلب وروغان ثَعْلَب
1108 - (مطر الرّبيع) الدهاقين يَقُولُونَ مطر الرّبيع مَاء كُله أى نفع كُله وَذَلِكَ أَن المَاء حَيَاة كل شىء فمطر الرّبيع هُوَ المَاء الذى تحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا وَلَا يضيع مِنْهُ شىء كَمَا تضيع أمطار سَائِر الْفُصُول وَقد أحسن من قَالَ لشارب دَوَاء
(وجال نفع الدَّوَاء فِيك كَمَا ... يجول مَاء الرّبيع فى الْمَطَر)
1109 - (مطر مصر) يضْرب مثلا للشىء النافع يتَضَرَّر مِنْهُ لِأَن من عُيُوب مصر أَنَّهَا لَا تمطر فَإِذا أمْطرت كره أَهلهَا ذَلِك أَشد كَرَاهَة قَالَ الله تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته} يعْنى الْمَطَر فَهَذِهِ رَحْمَة موجهة لهَذَا الْخلق وهم لَهَا كَارِهُون وهى لَهُم غير مُوَافقَة وَلَا تزكو عَلَيْهَا زُرُوعهمْ قَالَ الشَّاعِر
(يَقُولُونَ مصر أخصب الأَرْض كلهَا ... فَقلت لَهُم بَغْدَاد أخصب من مصر)