قرارة رمل سيال كلما وَطئه إِنْسَان بِرجلِهِ سَالَ بِهِ فغرقه وَهُوَ يجرى بَين حصن مَنْصُور وكيسوم وهما من ديار مُضر وعَلى النَّهر القنطرة العجيبة الَّتِى هى إِحْدَى الْعَجَائِب الْأَرْبَع وَهُوَ طاق وَاحِد من الشط إِلَى الشط والطاق يشْتَمل على مائتى خطْوَة وَهُوَ متخذ من حجر مهندم طول الْحجر عشرَة أَذْرع فى ارْتِفَاع خَمْسَة أَذْرع وَله فرجان وهما طاقان صغيران فى جنب الطاق الْكَبِير إِلَّا أَنَّهُمَا كبيران إِذا أضيفا إِلَى غَيره
863 - (غوطة دمشق) إِحْدَى نزه الدُّنْيَا وهى الْأَرْبَع غوطة دمشق ونهر الأبلة وَشعب بوان وصغد سَمَرْقَنْد يضْرب بِكُل مِنْهَا الْمثل فى الطّيب
وَكَانَ الخوارزمى يَقُول قد رَأَيْتهَا كلهَا فَكَانَت غوطة دمشق أطيبها وأحسنها وَلم أميز بَين رياضها المزخرفة بالأنوار والأزاهر وَبَين غدرانها المعمورة بطيور المَاء الَّتِى هى أحسن من الدوارج والطواويس وَلم اشبهها بِالْجنَّةِ وَصورتهَا منقوشة على وَجه الأَرْض وَأما نهر الأبلة فَهُوَ بِالْبَصْرَةِ وحواليه من ميادين النّخل والأترج والنارنج وَسَائِر الْأَشْجَار وفيهَا من أَصْنَاف الزَّرْع وأنواع الخضراوات مَالا ينظر أحسن مِنْهُ وَعَلِيهِ من الْقُصُور المتناظرة والأبنية الرائقة مَا تحار فِيهِ الْعُيُون وتهش لَهُ النُّفُوس وَفِيه يَقُول ابْن عُيَيْنَة
(وَيَا حبذا نهر الأبلة منْظرًا ... إِذا مد فى أَثْنَائِهِ المَاء أَو جزر)
وَأما شعب بوان من فَارس فَهُوَ الذى يَقُول فِيهِ الْقَائِل
(إِذا أشرف المكروب من رَأس تلعة ... على شعب بوان أَفَاق من الكرب)