وَقَالَ فى مَكَان آخر خيرت عَن فَأْرَة البيش واغتذائها السمُوم وَعَن الطَّائِر الذى يدعى السمندل وطيرانه فى جاحم الأتون فَلَا السم المجهز يضر بِتِلْكَ الْفَأْرَة وَلَا النَّار المضرمة تحرق من ذَلِك الطَّائِر زغبة
وَقَالَ فى مَكَان آخر هَذَا الطَّائِر فى طباعه وفى طباع ريشه مزاج من طلاء النفاطين وأظن هَذَا الطلاء من طلق وخطمى ومغرة وَقد كنت رَأَيْت عودا يُؤْتى بِهِ من نَاحيَة كرمان لَا تحترق وَكَانَ عندنَا نصرانى فى عُنُقه صَلِيب مِنْهُ وَكَانَ يَقُول لِضُعَفَاء النَّاس هَذ الْعود من الْخَشَبَة الَّتِى كَانَ الْمَسِيح صلب عَلَيْهَا وَالنَّار لَا تعْمل فِيهِ فَكَانَ يكْتَسب بذلك حَتَّى فطن لَهُ وعورض بِهَذَا الْعود وَزعم ثُمَامَة أَن الْإِنْسَان إِذا أَخذ من هَذَا الطحلب الذى يكون على وَجه المَاء فى مناقع الْمِيَاه فجففه فى الظل وَأحرقهُ فَإِنَّهُ لَا يَحْتَرِق
73 - (طير العراقيب) كل طير يتطير مِنْهُ لِلْإِبِلِ فَهُوَ طير العراقيب كَأَنَّهُ يعقرها ويعرقبها قَالَ الفرزدق وَهُوَ يُخَاطب نَاقَته
(إِذا قطنا بلغتنيه ابْن مدرك ... فلاقيت من طير العراقيب أخيلا)
وَمن أمثالهم إِذا دعوا على الْمُسَافِر رايت أخيلا وَهُوَ شقراق يتطير مِنْهُ الْعَرَب للظهور وَلَا تتطير مِنْهُ لأنفسها وَإِذا لقى الْمُسَافِر مِنْهُم الأخيل أَيقَن بالعقر إِن لم يَك موت فى الظُّهُور