وَالْعرب إِذا أخْبرت عَن هَلَاك شىء وبطلانه قَالَت حلقت بِهِ فى الجو عنقاء مغرب كَمَا قَالَ الْكُمَيْت
(محَاسِن من دنيا وَدين كَأَنَّمَا ... بهَا حلقت فى الجو عنقاء مغرب)
وَحكى الصولى عَن بعض مشايخه قَالَ عبيد الله بن سُلَيْمَان يَقُول سَمِعت سيدنَا المعتضد بِاللَّه يَقُول عجائب الدُّنْيَا ثَلَاث اثْنَتَانِ لَا تريان وَوَاحِدَة ترى فَأَما اللَّتَان لَا تريان فعنقاء مغرب والكبريت الْأَحْمَر وَأما الَّتِى ترى فَابْن الْجَصَّاص وَهُوَ أَبُو عبد الله بن الْحُسَيْن بن الْجَصَّاص الجوهرى كَانَ يُقَال لَهُ قَارون الْأمة لفرط يسَاره وَكَثْرَة أَمْوَاله وَكَانَ أَجْهَل النَّاس إِلَّا فى الْجَوْهَر فَإِنَّهُ كَانَ باقعة فى التبصر بِهِ وَلما عرضت للمقتدر الضيقة الَّتِى كَادَت تهتك ستره لم يَتَّسِع إِلَّا بِمَا أَخذ من أَمْوَاله
قَالَ الصولى سَمِعت أَبَا الْحسن بن عبد الحميد كَاتب السِّرّ يَقُول الذى صَحَّ مِمَّا قبض من مَال ابْن الْجَصَّاص من الْعين وَالْوَرق والآنية والفرش والكراع والخدم وَلَا ضَيْعَة فى ذَلِك وَلَا عقار مَا قِيمَته سِتَّة آلَاف ألف دِينَار
730 - (طير النَّار) هُوَ طَائِر هندى يُسمى السمندل قَالَ بَعضهم هُوَ نارى يعِيش فى النَّار كَمَا يعِيش طير المَاء فى المَاء
وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ طير إِذا هرم دخل نَار الأتون أَو نَارا جاحمة فيمكث سَاعَات فَيَعُود شَابًّا وإياه عَنى البهرانى بقوله
(وطائر يسبح فى جاحم ... كَأَنَّهُ يسبح فى غمر)
قَالَ الجاحظ وفى السمندل آيَة غَرِيبَة وَصفَة عَجِيبَة وداعية إِلَى التفكر وَسبب للتعجب وَذَلِكَ أَنه يدْخل أتون النَّار فَلَا تحترق لَهُ ريشة