قوته قَالَ الله تَعَالَى {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم} والعرم المسناة الَّتِى كَانُوا أحكموا عَملهَا لتَكون حاجزا بَين ضياعهم وَبَين السَّيْل ففجرته فَأْرَة ليَكُون أظهر فى الاعجوبة كَمَا أفار الله مَاء الطوفان من جَوف تنور ليَكُون ذَلِك أثبت فى الْعبْرَة وأعجب فى الْآيَة وَلذَلِك قَالَ خَالِد بن صَفْوَان لليمانى الذى فَخر عِنْد المهدى وَهُوَ سَاكِت فَقَالَ لَهُ المهدى مَالك لَا تَقول قَالَ وَمَا أَقُول فى قوم لَيْسَ مِنْهُم إِلَّا دابغ جلد أَو ناسج برد أَو قَائِد قرد اَوْ رَاكب عرد اغرقتهم فَأْرَة وملكتهم امْرَأَة وَدلّ عَلَيْهِم هدهد

وفى هَذِه الْفَأْرَة يَقُول الحكم بن عَمْرو البهرانى

(خرقت فَأْرَة بأنف ضئيل ... عرما مُحكم الأساس بصخر)

(فجرته وَكَانَ جيلان عَنهُ ... عَاجِزا لَو يرومه بعد دهر)

وجيلان فعلة الْمُلُوك وَكَانُوا من أهل الْجَبَل يَقُول فجرته فَأْرَة وَلَو أَن جيلان ارادت ذَلِك لامتنع عَلَيْهَا لِأَن الْفَأْرَة أَنما خرقته لما سخر الله تَعَالَى لَهَا من ذَلِك العرم

وأنشدنى الخوارزمى لنَفسِهِ من قصيدة لَهُ فى مَاس الْحَاجِب الذى سعى فى قتل أَبى الْحسن المرزبانى

(لَا تعجبوا من صيد صعو بازيا ... إِن الاسود تصاد بالخرفان)

(قد غرقت أَمْلَاك حمير فَأْرَة ... وبعوضة قتلت بنى كنعان)

يعْنى فَأْرَة العرم والبعوضة الَّتِى يرْوى أَنَّهَا دخلت فى أنف نمْرُود بن كنعان وَكَانَ بهَا حتفه

655 - (فَأْرَة الْمسك) قَالَ الجاحظ النَّاس يَجدونَ ريح الْمسك فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015