497 - (انف الْكَرم) قد تصرف فى اسْتِعَارَة النَّاس فى اسْتِعَارَة الْأنف بَين الْإِصَابَة والمقاربة وَأحسن وأبلغ مَا سَمِعت فِيهَا قَول النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (جدع الْحَلَال أنف الْغيرَة)
فَأَما أنف الْكَرم فأحسب أَن أول من قَالَه بشار بن برد فى افتخاره ببيته فى الْعَجم وَكَانَ يدعى أَنه من نسل بهمن بن دَارا وَهُوَ يَقُول
(أَلا أَيهَا السائلى جَاهِلا ... ليخبرنى أَنا أنف الْكَرم)
(نمت فى الْكِرَام بنى عَامر ... فروعى وأصلى قُرَيْش الْعَجم)
وَقَالَ لأبى عَمْرو بن الْعَلَاء
(أَنْت أنف الْجُود إِن زايلته ... عطس الْجُود بأنف مصطلم)
ثمَّ تبعه ابْن الرومى وَزَاد عَلَيْهِ وَأحسن فى قَوْله
(لَو كنت عين الْمجد كنت سوادها ... اَوْ كنت أنف الْجُود كنت المارنا)
وَمن استعارات الْأنف قَوْلهم أنف الْجَبَل وانف الْبَاب وخيشوم الربوة وَلَيْسَ يعجبنى قَول سهل بن هَارُون الْقَلَم أنف الضَّمِير إِذا رعف أعلن أسراره وَأَبَان آثاره وَلَا قَول بَعضهم فى وصف الْقَلَم
(أنف البلاغة فى الْبيَاض رعافه ... أحوى وأحمر من سَواد الجحفل)
(يمسى وَيُصْبِح لاقحا من فكره ... وضموره ابدا ضمور الْحِيَل)
وَلَا قَول بعض المؤدبين حَيْثُ قَالَ
(لأَنْت أبرد من ثلج على جمد ... وَمن خسيف على خيشوم مزراب)