وَقَالَ حَمْزَة بن الْحسن كَانَت منشم عطارة تبيع الطّيب فَكَانُوا إِذا قصدُوا حَربًا غمسوا أَيْديهم فى طيبها وتحالفوا عَلَيْهِ بِأَن يستميتوا فى الْحَرْب وَلَا يولوا أَو يقتلُوا فَكَانُوا إِذا دخلُوا الْحَرْب بِطيب تِلْكَ الْمَرْأَة يَقُول النَّاس قد دقوا بَينهم عطر منشم فَلَمَّا كثر مِنْهُم هَذَا القَوْل صَار مثلا فَمِمَّنْ تمثل بِهِ زهبر حَيْثُ قَالَ
(تداركتما عبسا وذبيان بَعْدَمَا ... تفانوا ودقوا بَينهم عطر منشم)
467 - (حمق دغة) هى بنت منعج زوجت وهى صَغِيرَة فى بنى العنبر فَحملت فَلَمَّا ضربهَا الْمَخَاض ظنت أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الْخَلَاء فبرزت إِلَى بعض الْغِيطَان وَوضعت ذَا بَطنهَا فَاسْتهلَّ الْوَلِيد فَجَاءَت منصرفة وهى لَا تظن إِلَّا أَنَّهَا احدثت فَقَالَت لأمها يَا أُمَّاهُ هَل يفتح الجعرفاه قَالَت نعم ويدعوا أَبَاهُ فسب بهَا بَنو العنبر فسموا بنى الجعراء
وَلها حماقات كَثِيرَة والمثل بحمقها مَشْهُور سَائِر أنشدنى الخوارزمى لبَعض أهل عصره فى أَبى مَنْصُور الأزهرى الهروى
(الأزهرى وزغه ... وحمقه حمق دغة)
(ويدعى من جَهله ... كتاب تَهْذِيب اللُّغَة)
(وَهُوَ كتاب الْعين إِلَّا ... انه قد صبغه)
قَالَ وَإِنَّمَا نسج على منوال من قَالَ فى ابْن دُرَيْد
(ابْن دُرَيْد بقره ... وَفِيه غى وشره)
(ويدعى من قحة ... وضع كتاب الجمهره)