إِلَى صَاحبهَا وهى ترغو وضرعها يشخب لَبَنًا ودما فَلَمَّا رأى مَا بهَا انْطلق إِلَى البسوس فَأَخْبرهَا بالقصة فَقَالَت واذلاه واغربتاه وأنشأت تَقول أبياتا تسميها الْعَرَب أَبْيَات الفناء وهى

(لعمرى لَو أَصبَحت فى دَار منقذ ... لما ضيم سعد وَهُوَ جَار لأبياتى)

(ولكننى اصبحت فى دَار غربَة ... مَتى يعد فِيهَا الذِّئْب يعدو على شاتى)

(فيا سعد لَا تغرر بِنَفْسِك وارتحل ... فَإنَّك فى قوم عَن الْجَار أموات)

(ودونك أذوادى فَخذهَا وآتنى ... براحلة لَا تغدرن ببنياتى)

فَسَمعَهَا ابْن أُخْتهَا جساس فَقَالَ لَهَا أينها الْحرَّة اهدئى فوَاللَّه لأفتلن بلقحة جَارك كليبا ثمَّ ركب فَخرج إِلَى كُلَيْب فطعنه طعنة اثقلته فَمَاتَ مِنْهَا وَوَقعت الْحَرْب بَين بكر وتغلب فدامت أَرْبَعِينَ سنة وَجَرت خطوب يطول بذكرها الْخطاب وَسَار شُؤْم البسوس مثلا ونسبت الْحَرْب إِلَيْهَا لكَونهَا سَببهَا فَقيل حَرْب البسوس وهى من أشهر حروب الْعَرَب والمثل بهَا سَائِر جدا

وَمن أَمْلَح مَا قيل فِيهَا قَول المغسلى من قصيدة

(وَكَأن بَين يَمِينه ... وتراثه حَرْب البسوس)

(وَكَأَنَّهُ فى زهده ... وعفافه بشر المريسى)

466 - (عطر منشم) الْأَقَاوِيل فِيهِ كَثِيرَة قَالَ ابْن قُتَيْبَة أحسن مَا سَمِعت فِيهِ أَن منشم امْرَأَة كَانَت تبيع الْعطر والحنوط فَقيل للْقَوْم إِذا تَحَارَبُوا وتفانوا دقوا بَينهم عطر منشم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015