وَلَيْسَ بالبارد قَول الآخر وَهُوَ متنازع فِيهِ
(مَا لِابْنِ هم سوى شرب ابْنة الْعِنَب ... فهاتها قهوة فراجة الكرب)
406 - (بنت الْمنية) هى الْحمى وَيُقَال إِن ابلغ مَا قيل فى وصفهَا قَول عبد الصَّمد بن المعذل من قصيدة أَولهَا
(هجرت الْهوى أَيّمَا هِجْرَة ... وعفت الغوانى والخمرة)
(لوتنى عَن وَصلهَا سكرة ... بكاس الضنا بعْدهَا سكره)
(وَبنت الْمنية تنتابنى ... هُدُوا وتطرقنى سحرة)
(إِذا وَردت لم يَزع وردهَا ... عَن الْقلب حجب وَلَا ستْرَة)
(لَهَا قدرَة فى جسوم الْأَنَام ... حباها بهَا الله ذُو الْقُدْرَة)
(فقد سلبت أعظمى نحضها ... وَلم تتْرك من دمى قَطْرَة) وهى طَوِيلَة لَا يسْقط مِنْهَا بَيت
وَله أَيْضا من قصيدة ضادية
(بنت الْمنية بى موكلة ... عقب النَّهَار كمقتض قرضا)
(ألفت وَفَاء لَيْسَ تسأمه ... فترى مواصلتى بِهِ فرضا)
(عرقت بنافضها وصالبها ... لحمى ورضت أعظمى رضَا)
(وَلَو أَنَّهَا ترمى بشكتها ... نيقا اشم لذاب وارفضا)
وَلم يزل شعر ابْن المعذل أَمِير مَا قيل فى الْحمى حَتَّى جَاءَت ميمية أَبى الطّيب فأربت عَلَيْهِ وَقد جعلهَا بنت الدَّهْر فى قَوْله
(أبنت الدَّهْر عندى كل بنت
فَكيف وصلت أَنْت من الزحام)