تصف السيوف وتحسن فَإنَّك لم تمرن بهَا وَهَذَا سيفى إِنَّمَا يَكْفِيك ان تومئ بِهِ فيأتى على ضريبته وَأَتَاهُ بِسيف مثلم فَقَالَ لَهُ الفرزدق مِمَّن أَنْت فخشى أَن يَقُول من بنى عبس فيتهمه فَقَالَ من بنى ضبة أخوالك فَعمل الفرزدق على ذَلِك ووثق بِهِ فَلَمَّا كَانَ من الْغَد وَحضر الفرزدق والوفود دَار سُلَيْمَان وجئ بالأسرى أَمر سُلَيْمَان وَاحِدًا مِنْهُم هائل المنظر أَن يروع الفرزدق إِذا أَخذ السَّيْف ويلفت إِلَيْهِ ويفزعه ووعده أَن يُطلقهُ إِذا فعل ذَلِك ثمَّ قَالَ للفرزدق قُم فَاضْرب عُنُقه فسل سيف العبسى فَضَربهُ بِهِ فَلم يُؤثر فِيهِ وكلح الرومى فى وَجهه فارتاع الفرزدق فَضَحِك سُلَيْمَان وَالْقَوْم فجَاء جرير وَقَالَ يعيره
(بِسيف أَبى رغوان سيف مجاشع ... ضربت وَلم تضرب بِسيف ابْن ظَالِم)
(ضربت بِهِ عِنْد الإِمَام فأرعشت ... يداك وَقَالُوا مُحدث غير صارم)
فَأَجَابَهُ الفرزدق بقصيدة مِنْهَا
(وَلَا نقْتل الأسرى وَلَكِن نفكهم ... إِذا أثقل الْأَعْنَاق حمل المغارم)
(فَهَل ضَرْبَة الرومى جاعلة لكم ... أَبَا ككليب أَو أبات مثل دارم)
وَقَالَ أَيْضا فى الِاعْتِذَار من بَنو السَّيْف
(أيعجب النَّاس أَن أضحكت سيدهم ... خَليفَة الله يستسقى بِهِ الْمَطَر)
(لم ينب سيفى من رعب وَلَا دهش ... من الْأَسير وَلَكِن أخر الْقدر)
(وَلنْ يقدم نفسا قبل ميتتها ... جمع الْيَدَيْنِ وَلَا الصمصامة الذّكر)
وَقَالَ أَيْضا
(فَإِن يَك سيفى خَان أَو قدر أَبى ... لمقدار يَوْم حتفه غير شَاهد)