وَإِلَى هَذَا الْمثل يُشِير أَبُو تَمام فى قَوْله

(ظعنوا فَكَانَ بكاى حولا بعدهمْ ... ثمَّ ارعويت وَذَاكَ حكم لبيد)

288 - (حوليات زُهَيْر) يضْرب بهَا الْمثل فِي جيد الشّعْر وبارعه وهى أُمَّهَات قصائده وغرر كَلِمَاته الَّتِى كَانَ لَا يعرض وَاحِدَة مِنْهَا حَتَّى يحول عَلَيْهَا الْحول وَهُوَ يجْتَهد فى تصحيحها وتنقيحها وتهذيبها وَكَانَ يَقُول خير الشّعْر الحولى النقح المحكك

وعهدى بالخوارزمى يَقُول من روى حوليات زُهَيْر واعتذارات النَّابِغَة وأهاجى الحطيئة وهاشميات الْكُمَيْت ونقائض جرير والفرزدق وخمريات أَبى نواس وزهديات أَبى الْعَتَاهِيَة ومرائى أَبى تَمام ومدائح البحترى وتشبيهات ابْن المعتز وروضيات الصنوبرى ولطائف كشاجم وقلائد المتنبى وَلم يتَخَرَّج فى الشّعْر فَلَا اشب الله تَعَالَى قرنه

289 - (صحيفَة المتلمس) تضرب مثلا لمن يحمل كتابا فِيهِ حتفه وَكَانَ طرفَة بن العَبْد وخاله جرير بن عبد الْمَسِيح الْمَعْرُوف بالمتلمس ينادمان عَمْرو بن هِنْد الْملك فَبَلغهُ أَنَّهُمَا هجواه فَكتب لَهما إِلَى عَامله بِالْبَحْرَيْنِ كتابين أوهمهما أَنه أَمر لَهما فيهمَا بجوائز وَقد كَانَ أمره بِقَتْلِهِمَا فَخَرَجَا حَتَّى إِذا كَانَا بالنجف إِذا هما بشيخ فى الطَّرِيق يحدث وَيَأْكُل من خبز فى يَده ويتناول الْقمل من ثِيَابه فيقصعه فَقَالَ لَهُ المتلمس مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ شَيخا احمق فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ وَمَا رَأَيْت من حمقى أخرج خبيثا وَأدْخل طيبا وأقتل عدوا وأحمق منى وَالله من يحْتَمل حتفه بِيَدِهِ فاستراب المتلمس بقوله وطلع عَلَيْهِ غُلَام من أهل الْحيرَة فَقَالَ لَهُ أَتَقْرَأُ يَا غُلَام قَالَ نعم ففك صَحِيفَته وَدفعهَا إِلَيْهِ فَإِذا فِيهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015